الاعجاز في سورة الطارق
سورة الطارق
وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2)النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4)فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ (6)يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِلَقَادِرٌ ( يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍوَلا نَاصِرٍ (10) وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالأَرْضِ ذَاتِالصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14)إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِالْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17)
اكتشف العلماء وجود نجوم نابضة تصدر أصوات طرق أشبه بالمطرقة، ووجدوا أنهذه النجوم تصدر موجات جذبية تستطيع اختراق وثقب أي شيء بما فيها الأرضوغيرها، ولذلك أطلقوا عليها صفتين: صفة تتعلق بالطرق فهي مطارق كونية،وصفة تتعلق بالقدرة على النفاذ والثقب فهي ثاقبة، هذا ما لخصه لنا القرآنفي آية رائعة، يقول تعالى في وصف هذه النجوم من خلال كلمتين
وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُالثَّاقِبُ) [الطارق: 1-3]. فكلمة (الطارق) تعبر تعبيراً دقيقاً عن عملهذه النجوم، وكلمة (الثاقب) تعبر تعبيراً دقيقاً عن نواتج هذه النجوم وهيالموجات الثاقبة، ولا نملك إلا أن نقول: سبحان الله!
الكنس
اكتشف العلماء حديثاً وجود نجوم أسموها الثقوب السوداء، وتتميز بثلاثخصائص: 1- لا تُرى، 2- تجري بسرعات كبيرة، 3- تجذب كل شيء إليها وكأنهاتكنس صفحة السماء، حتى إن العلماء وجدوا أنها تعمل كمكنسة كونية عملاقة،هذه الصفات الثلاثة هي التي حدثنا عنها القرآن بثلاث كلمات في قوله تعالى
فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ) [التكوير: 15-16].فالخنَّس أي التي لا تُرى والجوارِ أي التي تجري، والكُنَّس أي التي تكنسوتجذب إليها كل شيء بفعل الجاذبية الهائلة لها، هذه الآية تمثل سبقاًللقرآن في الحديث عن الثقوب السوداء قبل أن يكتشفها
فلا اقسم بالشفق
هذه صورة للشفق القطبي، الذي يظهر في منطقة القطب الشمالي عادة، إن هذهالظاهرة من أعجب الظواهر الطبيعية فقد استغرقت من العلماء سنوات طويلةلمعرفة أسرارها، وأخيراً تبين أنها تتشكل بسبب المجال المغنطيسي للأرض،وهذا الشفق يمثل آلية الدفاع عن الأرض ضد الرياح الشمسية القاتلة التييبددها المجال المغنطيسي و"يحرقها" ويبعد خطرها عنا وبدلاً من أن تحرقنانرى هذا المنظر البديع، ألا تستحق هذه الظاهرة العظيمة أن يقسم الله بها؟يقول تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ * وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ *وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ * لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ * فَمَالَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآَنُ لَايَسْجُدُونَ) [الانشقاق: 16- 21].
وجعلنا سراجا وهاجا
في زمن نزول القرآن لم يكن أحد على وجه الأرض يعلم حقيقة الشمس، ولكن اللهتعالى الذي خلق الشمس وصفها وصفاً دقيقاً بقوله تعالى: (وَجَعَلْنَاسِرَاجًا وَهَّاجًا) [النبأ: 13]، وهذه الآية تؤكد أن الشمس عبارة عن سراجوالسراج هو آلة لحرق الوقود وتوليد الضوء والحرارة وهذا ما تقوم به الشمس،فهي تحرق الوقود النووي وتولد الحرارة والضوء، ولذلك فإن تسمية الشمسبالسراج هي تسمية دقيقة جداً من الناحية العلمية
السقف المحفوظ
نرى في هذه الصورة كوكب الأرض على اليمين ويحيط به مجال مغنطيسي قوي جداًوهذا المجال كما نرى يصد الجسيمات التي تطلقها الشمس وتسمى الرياح الشمسيةالقاتلة، ولولا وجود هذا المجال لاختفت الحياة على ظهر الأرض، ولذلك قالتعالى: (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْآَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ) [الأنبياء: 32].
نسيج من المجرات
البحر المسجور
هذه صورة لجانب من أحد المحيطات ونرى كيف تتدفق الحمم المنصهرة فتشعل ماءالبحر، هذه الصورة التقطت قرب القطب المتجمد الشمالي، ولم يكن لأحد علمبهذا النوع من أنواع البحار زمن نزول القرآن، ولكن الله تعالى حدثنا عنهذه الظاهرة المخيفة والجميلة بل وأقسم بها، يقول تعالى: (وَالطُّورِ *وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ * وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ *وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ * وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ * إِنَّ عَذَابَرَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ) [الطور: 1-8]. والتسجير فياللغة هو الإحماء تقول العرب سجر التنور أي أحماه، وهذا التعبير دقيقومناسب لما نراه حقيقة في الصور اليوم من أن البحر يتم إحماؤه إلى آلافالدرجات المئوية، فسبحان الله!
والسماء بناء
في البداية ظن العلماء أن الكون في معظمه فراغ، فأطلقوا عليه اسم (فضاء)،وبقي هذا المصطلح صحيحاً حتى وقت قريب، ولكن في أواخر القرن العشرين،اكتشف العلماء شيئاً جديداً أسموه (البناء الكوني)، حيث تبين لهم يقيناًأن الكون عبارة عن بناء محكم لا وجود للفراغ فيه أبداً، فبدأوا باستخدامكلمة (بناء)، ولو تأملنا كتاب الله تعالى وجدنا أنه استخدم هذه الكلمة قبلعلماء الغرب بقرون طويلة، يقول تعالى: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُالْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَصُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْفَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [غافر: 64]
مرج البحرين
نرى في هذه الصورة منطقة تفصل بين بحرين مالحين، هذه المنطقة تسمى البرزخالمائي، وقد وجد العلماء لها خصائص تختلف عن كلا البحرين على جانبيها،ووجدوا أيضاً لكل بحر خصائصه التي تختلف عن خصائص البحر الآخر. وعلى الرغممن اختلاط ماء البحرين عبر هذه المنطقة إلا أن كل بحر يحافظ على خصائصهولا يطغى على البحر الآخر. هذه حقائق في علم المحيطات لم تُكتشف إلا منذسنوات فقط، فسبحان الذي حدثنا عنها بدقة كاملة في قوله تعالى: (مَرَجَالْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ *فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [الرحمن: 19-21
وختاماً
أليس فخرا عظيما أن نكون عبيدا الى الله
!